فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويجوز أن يكون تلقينًا أي: إنْ كفوا عن الجواب فلقنهم، فإنهم يتلقنونه ولا يقدرون أن ينكروه.
وقال الكرماني: قل يا محمد للكفار من رب السموات والأرض؟ استفهام تقرير واستنطاق بأنهم يقولون الله، فإذا قالوها قل: الله، أي هو كما قلتم.
وقيل: فإن جابوك وإلا قل: الله، إذ لا جواب غير هذا انتهى.
وهو تلخيص القولين اللذين قالهما الزمخشري.
وقال البغوي: روي أنه لما قال هذا للمشركين عطفوا عليه فقالوا: أجب أنت، فأمره الله فقال: قل الله انتهى.
واستفهم بقوله: {قل أفاتخذتم}؟ على سبيل التوبيخ والإنكار، أي: بعد أن علمتم أنه تعالى هو رب السموات والأرض تتخذون من دونه أولياء وتتركونه، فجعلتم ما كان يجب أن يكون سببًا للتوحيد من علمكم وإقراركم سببًا للإشراك، ثم وصف تلك الأولياء بصفة العجز وهي كونها لا تملك لانفسها نفعًا ولا ضرًا، ومن بهذه المثابة فكيف يملك لهم نفعًا أو ضرًا؟ ثم مثل ذلك حالة الكافر والمؤمن، ثم حالة الكفر والإيمان، وأبرز ذلك في صورة الاستفهام للذي يبادر المخاطب إلى الجواب فيه من غير فكر ولا روية بقوله: {قل هل يستوي الأعمى والبصير}؟ ثم انتقل إلى الاستفهام عن الوصفين القائمين بالكافر وهو: الظلمات، وبالمؤمن وهو النور.
وتقدم الكلام في جمع الظلمات وإفراد النور في سورة البقرة.
وقرأ الأخوان وأبو بكر: أم هل يستوي بالياء، والجمهور بالتاء، أم في قوله: أم، هل منقطعة تتقدر ببل؟ والهمزة على المختار، والتقدير: بل أهل تستوي؟ وهل وإن نابت عن همزة الاستفهام في كثير من المواضع فقد جامعتها في قول الشاعر:
أهل رأونا بوادي القفر ذي الاكم

وإذا جامعتها مع التصريح بها فلأنّ تجامعها مع أم المتضمنة لها أولى، وهل بعد أم المنقطعة يجوز أن يؤتى بها لشبهها بالأدوات الإسمية التي للاستفهام في عدم الأصالة فيه كقوله: {أمّن يملك السمع والأبصار} ويجوز أن لا يؤتى بها بعد أم المنقطعة، لأن أم تتضمنها، فلم يكونوا ليجمعوا بين أم والهمزة لذلك.
وقال الشاعر في عدم الإتيان بهل بعد أم والإتيان بها:
هل ما علمت وما استودعت مكتوم ** أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ** إثر الأحبة يوم البين مشكوم

ثم انتقل من خطابهم إلى الإخبار عنهم غائبًا إعراضًا عنهم، وتنبيهًا على توبيخهم في جعل شركاء لله، وتعجيبًا منهم، وإنكارًا عليهم.
وتضمن هذا الاستفهام التهكم بهم، لأنّهُ معلوم بالضرورة أن هذه الأصنام وما اتخذوها من دون الله أولياء، وجعلوهم شركاء لا تقدر على خلق ذرة، ولا إيجاد شيء البتة، والمعنى: أن هؤلاء الشركاء هم خالقون شيئًا حت يستحقوا العبادة، وجعلهم شركاء لله أي: جعلوا لله شركاء موصوفين بالخلق مثل خلق الله، فتشابه ذلك عليهم، فيعبدونهم.
ومعلوم أنهم لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون فكيف يشركون في العبادة؟: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} ثم أمره تعالى فقال: قل الله خالق كل شيء أي: موجد الأشياء كلها معبوداتهم وغيرها، وهم أيضًا مقرون بذلك،: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ الله} واحتمل أن يكون قوله: {وهو الواحد القهار}، داخلًا تحت الأمر بقل، فيكون قد أمر أن يخبر بأنه تعالى هو الواحد المنفرد بالألوهية، القهار الذي جميع الأشياء تحت قدرته وقهره.
واحتمل أن يكون استئناف إخبار فيه يقال بهذين الوصفين: الوحدانية، والقهر.
فهو تعالى لا يغالب، وما سواه مقهور مربوب له عز وجل. اهـ.

.قال أبو السعود:

{قُلْ مَن رَّبُّ السموات والأرض}. فإنه لتحقيق أن خالقَهما ومتولّيَ أمرهما مع ما فيهما على الإطلاق هو الله سبحانه وقوله تعالى: {قُلِ الله} أمرٌ بالجواب من قِبله عليه الصلاة والسلام إشعارًا بأنه متعيِّن للجوابية فهو والخصمُ في تقريره سواءٌ، أو أمرٌ بحكاية اعترافِهم إيذانًا بأنه أمرٌ لابد لهم من ذلك كأنه قيل: احْكِ اعترافَهم فبكِّتْهم بما يلزمهم من الحجة وألقِمْهم الحجَر، أو أمرٌ بتلقينهم ذلك إن تلعثموا في الجواب حذرًا من الإلزام فإنهم لا يتمالكون إذ ذاك ولا يقدرون على إنكاره: {قُلْ} إلزامًا لهم وتبكيتًا: {أفاتخذتم} لأنفسكم والهمزةُ لإنكار الواقعِ كما في قولك: أضربت أباك؟ لا لإنكار الوقوع كما في قولك: أأضرب أبي؟ والفاء للعطف على مقدر بعد الهمزةِ أي أعلمتم أن ربهما هو الله الذي ينقاد لأمره مَنْ فيهما كافةً فاتخذتم عَقيبَه: {مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} عاجزين: {لاَ يَمْلِكُونَ لانْفُسِهِمْ نَفْعًا} يستجلبونه: {وَلاَ ضَرّا} يدفعونه عن أنفسهم فضلًا عن القدرة على جلب النفعِ لغيره ودفع الضررِ عنه لا على أن يكون الإنكارُ متوجِّهًا إلى المعطوفَين معًا كما في قوله تعالى: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} إذا قُدّر المعطوف عليه ألا تسمعون، بل إلى ترتب الثاني على الأول مع وجوب أن يترتبَ عليه نقيضُه كما إذا قدّر أتسمعون، والمعنى أبعد أن علِمتم أن ربَّهما هو الله جل جلاله اتخذتم من دونه أولياءَ عجَزَةً؟ والحال أن قضيةَ العلم بذلك إنما هو الاقتصارُ على تولّيه فعكستم الأمر، كما في قوله تعالى: {كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِى} ووصفُ الأولياء هاهنا بعدم المالكية للنفع والضر في ترشيح الإنكارِ وتأكيدهِ كتقييد الاتخاذِ هناك بالجملة الحالية أعني قولَه تعالى: {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} فإن كلًا منهما مما ينفي الاتخاذَ المذكور ويؤكد إنكاره.
{قُلْ} تصوير لآرائهم الركيكة بصورة المحسوس: {هَلْ يَسْتَوِى الأعمى} الذي هو المشركُ الجاهل بالعبادة ومستحقِها: {والبصير} الذي هو الموحِّد العالم بذلك أو الأولُ عبارةٌ عن المعبود الغافل والثاني إشارةٌ إلى المعبود العالمِ بكل شيء: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظلمات} التي هي عبارةٌ عن الكفر والضلال: {والنور} الذي هو عبارةٌ عن التوحيد والإيمان، وقرئ بالياء.
ولمّا دل النظمُ الكريم على أن الكفرةَ فيما فعلوا من اتخاذ الأصنامِ أولياءَ من دون الله سبحانه في الضلال المحضِ والخطأ البحت بحيث لا يخفى بطلانُه على أحد وأنهم في ذلك كالأعمى الذي لا يهتدي إلى شيء أصلًا وليس لهم في ذلك شبهةٌ تصلح أن تكون منشأً لغلطهم وخطئهم فضلًا عن الحجة أُكّد ذلك فقيل: {أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ} أي بل أجعلوا له: {شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ} سبحانه، والهمزةُ لإنكار الوقوعِ مع وقوعه وقوله: {خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ} هو الذي يتوجه إليه الإنكار وأما نفسُ الجعل فهو واقعٌ لا يتعلق به الإنكارُ بهذا المعنى والمعنى أنهم لم يجعلوا لله تعالى شركاءَ خلقوا كخلقه: {فَتَشَابَهَ الخلق عَلَيْهِمْ} بسبب ذلك وقالوا: هؤلاء خلقوا كخلقه تعالى فاستحقوا بذلك العبادةَ كما استحقها ليكونَ ذلك منشأً لخطئهم بل إنما جعلوا له شركاءَ ما هو بمعزل من ذلك بالمرة، وفيه ما لا يخفى من التعريض بركاكة رأيِهم والتهكم بهم: {قُلْ} تحقيقًا للحق وإرشادًا لهم إليه: {الله خالق كُلّ شَئ} كافةً لا خالقَ سواه فيشاركَه في استحقاق العبادة: {وَهُوَ الواحد} المتوحّدُ بالألوهية المتفرّدُ بالربوبية: {القهار} لكل ما سواه فكيف يُتوهّم أن يكون له شريكٌ؟. اهـ.

.قال الألوسي:

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} تحقيق كما قال بعض المحققين لأن خالقهم ومتولي أمرهما مع ما فيهما على الإطلاق هو الله تعالى، وقيل: إنه سبحانه بعد أن ذكر انقياد المظروف لمشيئته تعالى ذكر ما هو كالحجة على ذلك من كونه جل وعلا خالق هذا الظرف العظيم الذي يبهر العقول ومدبره أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين اتخذوا من دونه أولياء من رب هذه الأجرام العظيمة العلوية والسفلية؟: {قُلِ الله} أمر صلى الله عليه وسلم بالجواب إشعارًا بأنه متعين للجوابية فهو عليه الصلاة والسلام والخصم في تقريره سواء، ويجوز أن يكون ذلك تلقينًا للجواب ليبين لهم ما هم عليه من مخالفتهم لما علموه، وقيل: إنه حكاية لاعترافهم والسياق يأباه.
وقال مكي: إنهم جعلوا الجواب فطلبوه من جهته صلى الله عليه وسلم فأمر بإعلامهم به، ويبعده أنه تعالى قد أخبر بعلمهم في قوله سبحانه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [لقمان: 25] وحينئذٍ كيف يقال: إنهم جعلوا الجواب فطلبوه؟ نعم قال البغوي: روي أنه لما قال صلى الله عليه وسلم ذلك للمشركين عطفوا عليه فقالوا: أجب أنت فأمره الله تعالى بالجواب، وهو بفرض صحته لا يدل على جهلهم كما لا يخفى: {قُلْ} الزامًا لهم وتبكيتًا: {أفاتخذتم} لأنفسكم: {مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} عاجزين: {لاَ يَمْلِكُونَ لانْفُسِهِمْ} وهي أعز عليهم منكم: {نَفْعًا} يستجلبونه: {وَلاَ ضَرّا} يدفعونه عنها فضلًا عن القدرة على جلب النفع للغير ودفع الضرر عنه، والهمزة للإنكار، والمراد بعد أن علمتموه رب السموات والأرض اتخذتم من دونه أولياء في غاية العجز عن نفعكم فجعلتم ما كان يجب أن يكون سبب التوحيد من علمكم سبب الإشراك، فالفاء عاطفة للتسبب والتفريع دخلت الهمزة عليه لأن المنكر الاتخاذ بعد العلم لا العلم ولا هما معًا، ووصف الأولياء بما ذكر مما يقوي الإنكار ويؤكده، ويفهم على ما قيل من كلام البعض أن هذا دليل ثان على ضلالهم وفساد رأيهم في اتخاذهم أولياء رجاء أن ينفعوهم، واختلف في الدليل الأول فقيل: هو ما يفهم من قوله تعالى: {قُلْ أفاتخذتم مّن دُونِهِ أَوْلِيَاء} وقيل: هو ما يفهم من قوله سبحانه: {والذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ} [الرعد: 14] إلخ فتدبر.
{قُلْ} تصويرًا لآراثهم الركيكة بصورة المحسوس: {هَلْ يَسْتَوِى الاعمى} الذي هو المشرك الجاهل بالعبادة ومستحقها: {والبصير} الذي هو الموحد العالم بذلك وإلى هذا ذهب مجاهد، وفي الكلام عليه استعارة تصريحية، وكذا على ما قيل: إن المراد بالأول الجاهل بمثل هذه الحجة وبالثاني العالم بها، وقيل: إن الكلام على التشبيه والمراد لا يستوي المؤمن والكافر كما لا يستوي الأعمى والبصير فلا مجاز.
ومن الناس من فسر الأول بالمعبود الغافل والثاني بالمعبود العالم بكل شيء وفيه بعد: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِى} التي هي عبارة عن الكفر والضلال: {وَرَسُولِهِ والنور} الذي هو عبارة عن الإيمان والتوحيد وروي ذلك عن مجاهد أيضًا، وجمع الظلمات لتعدد أنواع الكفر ككفر النصارى وكفر المجوس وكفر غيرهم، وكون الكفر كله ملة واحدة أمر آخر.
و{أَمْ} كما في البحر منقطعة وتقدر ببل والهمزة على المختار، والتقدير بل أهل تستوي، وهل وإن نابت عن الهمزة في كثير من المواضع فقد جامعتها أيضًا كما في قوله:
أهل رأونا بوادي القف ذي الأكم

وإذا جامعتها مع التصريح بها فلأن تجامعها مع أم المتضمنة لها أولى، ويجوز فيها بعد: {أَمْ} هذه أن يؤتى بها لشبهها بالأدوات الاسمية التي للاستفهام في عدم الأصالة فيه كما في قوله تعالى: {أَمَّن يَمْلِكُ السمع والابصار} [يونس: 31] ويجوز أن لا يؤتى بها لأن: {أَمْ} متضمنة للاستفهام، وقد جاء الأمران في قوله:
هل ما علمت وما استودعت مكتوم ** أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ** أثر الأحبة يوم البين مشكوم

وقرأ الإخوان وأبو بكر: {أَمْ هَلْ يَسْتَوِى} بالباء التحتية، ثم إنه تعالى أكد ما اقتضاه الكلام السابق من تخطئة المشركين فقال سبحانه: {أَمْ جَعَلُواْ} أي بل أجعلوا: {لِلَّهِ} جل وعلا: {شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ} سبحانه وتعالى، والهمزة لإنكار الوقوع وليس المنكر هو الجعل لأنه واقع منهم وإنما هو الخلق كخلقه تعالى، والمعنى أنهم لم يجعلوا لله تعالى شركاء خلقوا كخلقه: {فَتَشَابَهَ الخلق عَلَيْهِمْ} بسبب ذلك وقالوا: هؤلاء خلقوا كخلق الله تعالى واستحقوا بذلك العبادة كما استحقها سبحانه ليكون ذلك منشأ لخطئهم بل إنما جعلوا له شركاء عاجزين لا يقدرون على ما يقدر عليه الخلق فضلًا عما يقدر عليه الخالق، والمقصود بالإنكار والنفي هو القيد والمقيد على ما نص عليه غير واحد من المحققين.
وفي الانتصاف أن: {خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ} في سياق الإنكار جئ به للتهكم فإن غير الله تعالى لا يخلق شيئًا لا مساويًا ولا منحطًا وقد كان يكفي في الإنكار لولا ذلك أن الآلهة التي اتخذوها لا تخلق.
وتعقبه الطيبي بأن إثبات التهكم تكلف فإنه ذكر الشيء وإرادة نقيضه استحقارًا للمخاطب كما في قوله تعالى: {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21] وههنا: {كَخَلْقِهِ} جيء به مبالغة في إثبات العجز لآلهتهم على سبيل الاستدراج وارخاء العنان، فإنه تعالى لما أنكر عليهم أولا اتخاذهم من دونه شركاء ووضفها بأنها لا تملك لأنفسها نفعًا ولا ضرًا فكيف تملك ذلك لغيرها أنكر عليهم ثانيًا على سبيل التدرج وصف الخلق أيضًا، يعني هب أن أولئك الشركاء قادرون على نفع أنفسهم وعلى نفع عبدتهم فهل يقدرون على أن يخلقوا شيئًا، وهب أنهم قادرون على خلق بعض الأشياء فهل يقدرون على ما يقدر عليه الخالق من خلق السموات والأرض. اهـ.
والحق أن الآية ناعية عليهم متهكمة بهم فإن من لا يملك لنفسه شيئًا من النفع والضر أبعد من أن يفيدهم ذلك، وكيف يتوهم فيه أنه خالق وأن يشتبه على ذي عقل فينبه على نفيه، وهذا المقدار يكفي في الغرض فافهم: {قُلْ} تحقيقًا للحق وارشادًا لهم: {والله خالق كُلّ شَيء} من الجواهر والاعراض، ويلزم هذا أن لا خالق سواه لئلا يلزم التوارد وهو المقصود ليدل على المراد وهو نفي استحقاق غيره تعالى للعبادة والألوهية أي لا خالق سواه فيشاركه في ذلك الاستحقاق.
وبعموم الآية استدل أهل السنة على أن أفعال العباد مخلوقة له تعالى، والمعتزلة تزعم التخصيص بغير أفعالهم.
ومن الناس من يحتج أيضًا لما ذهب إليه أهل الحق بالآية الأولى وهو كما ترى: {وَهُوَ الواحد} المتوحد بالألوهية المنفرد بالربوبية: {القهار} الغالب على كل ما سواه ومن جملة ذلك آلهتهم فيكف يكون المغلوب شريكًا له تعالى، وهذا على ما قيل كالنتيجة لما قبله، وهو يحتمل أن يكون من مقول وأن يكون جملة مستأنفة. اهـ.